كيف أتأكد من عذرية الزوجة في ليلة الدخلة، وأنها لم تقم بإجراء عملية
ترقيع لا سمح الله، أو أن غشاءها مطاطي لن يفتح، يعني: هل نزول الدم من
المرأة هو الدليل الوحيد على العذرية؟! وإذا لم يكن، فما هو الدليل الأكيد على
عذرية المرأة؟ ولكم الشكر.
الجواب
يا أخي الكريم، غشاء البكارة هو نسيج غاية في الرقة - غالبًا - قد يغيب،
وقد يغلظ، ولا يكون وجوده دليلاً أكيدًا على العذرية، كما لا يكون فقدانه
دليلاً أكيدًا على عدمها. وفي أوساط الفتيات فإن بعضهن تسمح لمن تخادن أو ترافق أن يعاشرها في
الدبر، أو يعاشرها دون إيلاج كامل، فهل تعتبر أن هذه الفتاة عذراء رغم أن
غشاءها سليم تمامًا؟
الذي أردنا أن نقوله إن هناك فارقًا كبيرًا بين التأكد من سلامة الغشاء أو
حالته، وبين كون ذلك قرينة أكيدة على عفة المرأة أو عذريتها.
فبالنسبة للعذرية والعفة قلنا: إن وجود الغشاء لا يعتبر قرينة عليها،
وبالنسبة للغشاء وحالته فإن الذي يستقل بتقرير هذا هو طبيب النساء، وأدق منه
الطبيب الشرعي، فهل تتصور عقلاً ومنطقًا أن هناك من ستطاوعك أو يطاوعك
أهلها حين تقول: أريد تقريرًا من الطبيب الشرعي عن حالة غشاء بكارتك؟! في
الوقت الذي نؤكده بأن وجوده أو عدمه ليس دليلاً أكيدًا على عفة أو انحراف؟!!
غشاء البكارة مجرد رمز – قد يكون أو لا يكون – على عفاف المرأة، ولكنه ليس
دليلاً على هذا العفاف وجودًا أو عدمًا، الخلق، والدين، والمنبت الطيب،
وحسن المعاشرة بالمعروف، والسيرة الطيبة بين الناس كلها علامات، أو أدلة -إن
شئت- على العفاف "ولو غاب الغشاء" وهذا الغشاء مجرد علامة مادية لا ترقى
إلى مستوى القرينة على عذرية أو انحراف، حتى إن المحاكم "في الأغلب" لا
تحكم ببطلان عقد الزواج أو فسخه إذا تبين للزوج بعد الزفاف، والدخول بزوجته
أنه لا وجود لهذا الغشاء؛ لأنه يغيب لعوارض كثيرة وبسيطة أحيانًا.
إذن وجود الغشاء لا يكون دليلاً أكيدًا على البكارة أو العذرية، ولا غيابه
يكون دليلاً أكيدًا على عكس ذلك!! ومن لديه مقدمات شك في زوجته – بعد تحري
ما ذكرته – فمن الأفضل له ألا يتزوج منها، وربما لن يتزوج أبدًا.
أصلحنا الله وإياك، هذا هو الجواب لك ولغيرك لمن يصر على أن هناك دليلا
ماديًّا ما على العفة والعذرية، لذلك نحن نقول لك ولمن هم يتساءلون امثالك:
إن هذا الدليل غير موجود أصلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق