اذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فقد تسبب عنوان احد الكتب في بيع مليون نسخة حققت للمؤلفة ثروة لا بأس بها
أما عنوان الكتاب فهو: لماذا يحب الرجال المرأة الذئبة؟
أثارني العنوان فتصفحت الكتاب لأكتشف ان لقب الذئبة استخدم مجازا ليكني عن امرأة لا تتواني عن استخدام اظافرها اذ لزم الامر. امرأة تفهم ان النجاح في الحب ليس ماديا وانما يبني علي موقفها من العلاقة بين الجنسين.
هناك حقيقة لا يختلف عليها الناس وهي انك ان طاردت كائنا سوف يضاعف الكائن سرعته في الركض بعيدا عنك.
والمرأة الشرقية أسيرة نموذج المرأة المطيعة المعطاءة التي تنسي الاساءة بسرعة البرق ولا تعبر عن رأي قد يختلف عن رأي الرجل في حياتها تحت اية ظروف , تلبي له كل رغبة وتجاهد في سبيل تنفيذ كل أمر. طعامه جاهز وملابسه مكوية والبيت نظيف وهادئ والاولاد متفوقون في المدرسة وحماتها راضية عنها واخوات زوجها لا يشكين من تصرفاتها.
فلماذا لا يجلس هذا الرجل في بيته الا قليلا ويفضل صحبة اصدقائه في المقاهي او الديوانيات . نادرا ما يبتسم في وجهها ونادرا ما تسمع منه كلمة ثناء. اذا سألته علي استحياء ان كان طعاما اعجبه قال: وهل سمعت مني شكوي؟
اذا داعبها حلم بأن تسافر معه في عطلة رومانسية اعتذر بأنه مشغول واقترح ان تسافر مع اولادها الي حيث يقيم اهلها. اذا حصل علي ترقية امضت اسابيع في التفكير في هدية له. وان ذكره الاولاد بأن امهم سوف تحتفل بعيد ميلادها بعد اسبوع ترك لها ورقة مالية صباح اليوم المشهود وقال لها باقتضاب: اشتري لنفسك شيئا.
مثله قد لا يكون سيئ الطبع او ناكرا للجميل. هو باختصار زهقان من طيبة زوجته الزائدة ويقينه من ان شيئا لن يتغير في معاملاته معها. باختصار هي تطارده بالعطاء وهو يهرب لعلها تلحق به يوما وتظهر له ظفرا او ظفرين .
مؤلفة الكتاب استضافت الاف الرجال وسألتهم لماذا يفضل الرجال المرأة الذئبة؟ وتجزم بأن السؤال قوبل دائما بابتسامة فاهمة او ضحكة قصيرة تعقبها اجابة بأن الرجل بحاجة الي شيئ من التحدي لكي تتحرك المياه الراكدة
واليكم هذه الطرفة التي روتها لي احدي صديقاتي: كانت تدلل زوجها كثيرا فيتقبل التدليل وكأنه اسفنجة علي استعداد دائم للامتصاص.
صديقتي كانت تحتفل بعيد ميلاد زوجها كل عام بدعوة الاهل وشراء الهدايا واعداد الكعك فيقول لها انه لا يهتم بمثل تلك الامور.فعزمت علي امر . في العام التالي اعدت الهدية والكعك وطعامه المفضل وتركت كل شيئ سرا عند جارتها. ثم خابرت الاهل والاصدقاء وطلبت الا يتصل بزوجها احد للتهنئة وان يشرفوها بالزيارة في ساعة معينة بلا تأخير.
في الصباح نهض الزوج ولم يسمع من زوجته تهنئة ولم يتلق هدية او اهتماما. ولم يقل شيئا ولكنه تحين فرصة لكي يوجه لها نقدا لاذعا علي أمر منزلي لم يرق له. فابتسمت لنفسها ووعدته بتدارك الامر. وجلسا معا في صمت. وخيل اليه انها وللمرة الاولي نسيت عيد ميلاده. ولكن لأنه دأب علي الاقلال من اهمية الاحتفال لم يستطع ان يشكو من اهمالها له. ومرت ساعات اليوم متباطئة حتي حان موعد تناول الطعام فسألها ان كانت اعدت طعاما. فابتسمت برقة واعتذرت بأنها تشكو من صداع الرأس ولكنها طلبت طعاما من الخارج سوف يصل بعد قليل. واستمر الصمت وهي تسترق النظرات الي الزوج وتكتشف نظرة صبيانية تنم عن دهش أسيف.
بعد نصف ساعة دق الباب فهرعت لكي تستقبل الضيوف والكعك والورود والهدية . ودب النشاط في البيت الصامت وتبدلت نظرة الاسف في عيني الزوج الي نظرة فرح وابتهاج.
النتيجة؟ اقلع الزوج نهائيا عن تسفيه محاولات زوجته لارضائه في المناسبات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق